رصد - مركز "الخليج" GIC28/نوفمبر 2005م
بثت قناة العالم التلفزيونية حلقة خاصة عن النزاع الإريتري الإثيوبي، في برنامج تحت الرماد مساء يوم الجمعة شارك فيها الصحفي أنور العنسي من الأستوديو في بيروت والزميل الاستاذ محمد توكل عبر الهاتف ورئيس تحرير صحيفة العالم الإثيوبية محمد إبراهيم عبرالهاتف من اديس ابابا ، وبث البرنامج تقرير يتضمن تحليل عن النزاع الحدودي والتطورات الأخيرة بين البلدين ، وهنا نسلط الضوء على أهم فقرات من البرنامج لقرائنا.
وتنبأ أنور العنسي باندلاع حرب بين البلدين وتوقع استمرار التوتر حتى تندلع المواجهات العسكرية وقال إن النظامين يواجهان أزمات داخلية ليس أمامهم خيار سواء الحرب للهروب من المشاكل الداخلية وأوضح أنور إن الخلاف بين النظامين أخذ بعد شخصي بين أفورقي وزيناوي وتحدث أنور بإسهاب حول الأوضاع الداخلية للنظامين واستمر في توقعاته باندلاع الحرب حتى نهاية البرنامج وقال إن عوامل الحرب قد اكتملت وقد تندلع في أي لحظة، فيما ركز محمد إبراهيم على شرح موقف إثيوبيا والدفاع عن سياساتها ووجه انتقادات إلى الحكومة الإريترية وأرجع الخلاف إلى عوامل اقتصادية والعزلة الإقليمية التي تعاني منها وقال إن إريتريا بلد فقيرة ليس لديها إمكانيات، وقال إن إرتريا ضعيفة عسكرياً واقتصادياً لذلك تحتاج من يرعاه ويكون وصي عليه، وثم أوضح سياسة بلاده وعلاقاتها مع المحيط الإقليمي والدولي،
وثم كانت مداخلة الأستاذ محمد توكل الذي قال إنه يستبعد الحرب نتيجة عوامل سياسية واقتصادية للبلدين وإن اندلاع الحرب سيكون المنتصر فيها هو الخاسر، وأي حرب ستكون مدمرة للطرفين، وقال إن الحوار هو المخرج لحل الأزمة الحدودية واوضح توكل إن الرئيس الإريتري ارتكب ثلاثة أخطاءات استراتيجية أولاً: الدخول في الحرب في مايو 1998م وكان أمام النظام فرصة بأن ينسحب وهو في وضع سياسي وعسكري قوي وان يقبل بنداءات الاتحاد الأفريقي والمبادرة الأمريكية والرواندية وللأسف رفض وكانت النتيجة معروفة للجميع، والخطأ الثاني في اعتقادي القبول باتفاقية الجزائر تحت قصف الإثيوبي واحتلال قوات إثيوبية 40% من مساحة إريتريا، والقبول بوقف إطلاق النار بعد فوات الأواني وكانت الاتفاقية مهينة، حيث جعلت 25% من مساحة إريتريا منزوعة السلاح، ومع ذلك وقع النظام اتفاقية في ديسمبر عام 2000. وأشار توكل استغرابه على طرد قوات حفظ السلام بعد 3 سنوات من انتشارها، وهذا وضع إريتريا في مواجهات مجلس الأمن الدولي والخطأ الثاني الهجوم على الأمم المتحدة وأمريكا والدخول في مواجهات شخصية مع الأمين العام، وفي السابقة من نوعها يعلن النظام انتهاء العمر الافتراضي للحكومة الإثيوبية، ويتبنى خيار المعارضة الإثيوبية. وحول عدم تنفيذ قرار مفوضية التحكيم ووجود نوايا توسعية من جانب إثيوبيا . قال توكل إن الحكومة الإثيوبية هي التي اعترفت باستقلال إرتريا وهذا موقف مقدر، وإن المعارضة التي يساندها النظام الإرتري تنتقد الحكومة الحالية نتيجة اعترفها باستقلال إرتريا، أنا اعتقد إن الحكومة الحالية لها موقف إيجابي اتجاه إرتريا، ويمكن إقامة علاقات واضحة في إطار مصلحة الشعبين. وقال توكل إن وجود نظام ديمقراطي في إرتريا وتشكيل حكومة الوفاق الوطني تستطيع أن تقيم علاقات واضحة المعالم سواء مع الحكومة الإثيوبية أو بقية دول الجوار، وبسهولة تحسين صورة إرتريا التي شوهت في السنوات الاخيرة.
وحول قرار مفوضية التحكيم أوضح توكل إن قرار هو ملزم للدولتين وأنا شخصياً ليس منزعجاً لأن السيادة الإرترية أصبحت محمية بالقانون الدولي، فالمسألة تحتاج إلى الهدوء وضبط النفس، فمثلاً بعد أربعين سنة تم ترسيم الحدود بين السودان وإرتريا، وكذلك نستطيع في ظل مناخ ديمقراطي أن نجد الحلول للخلافات الحدودية، المهم المحكمة أصدرت حكمها وهو ملزم.
وقال توكل رغم كل هذه الأخطاءات أمام النظام الفرصة الأخيرة للخروج من الأزمة التي يعاني منها بعملية المصالحة الوطنية، فعملية التطبيع والهرولة نحو السودان أو اليمن أو إثيوبيا ليس حل فعلى النظام أن يتصالح أولا مع نفسه ثم مع شعبه وأن يطلق سراح كل المعتقلين وأن يعترف بالرأي والرأي الأخر وإقامة دولة القانون، وأوضح توكل إلى إجماع وطني حول السيادة إن استقلال إريتريا أصبح في ذمة التاريخ وهذا الاستقلال انتزعه الشعب الإريتري عبر نضالات اشترك فيها الابن والأب والجد وبفضل نضالات الإريتريين تحقق التغيير السياسي في إثيوبيا فالإريتريين تحملوا العبء الأكبر في انهيار نظام هيلي سلاسي ومنجستو فالسيادة الإريترية ليس في خطر لأن الشعب الإريتري الذي أتى باستقلالها قادر بحمايتها وأي محاولة اعتداء على سيادتها فالشعب قادر في مواجهاتها إلا أن النظام وسياساته أصبحت ذريعة للتدخلات الأجنبية فالهجوم المستمر على أمريكا ومجلس الأمن وتبني بعض قوى المعارضة يجعل الخيارات مفتوحة للتدخل في شؤون الداخلية لإريتريا.
وانتقد بشدة توكل بعض المزاعم بإن إريتريا دولة فقيرة غير مؤهلة لإقامة دولتها وأكد قدرة الإريتريين على إدارة دولتهم واشار إلى إمكانيات اقتصادية كبيرة وقال إن إمكانيات كبيرة يتمتع بها إريتريين وقال إن المشكلة في سياسة النظام وليس في الشعب الإريتري وتنتهي المشكلة في إريتريا في حالة إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واتباع سياسية حسن الجوار ودبلوماسية هادئة وهذا امر سيتحقق بفضل نضالات الشعب الإريتري وقال ليس أمام النظام إلا أن يقبل بالتغيير الذي أصبح أمر حتمي، وأكد توكل إلى إجماع أهل إريتريا حول الحفاظ على السيادة الوطنية وليس أنها سلعة تباع بالمزاد، فان إريتريا دولة عضو في الأمم المتحدة فأي عدوان عليها سيواجه بموقف موحد من الشعب الإرتري، وقال إن الخطر على إريتريا من نظامها وليس إلا.
No comments:
Post a Comment