عونا ـ 12 شباط فبراير
12/02/2006
تفيد أخبار واردة من مدينة كرن بأن السلطات هناك تشن الآن حملة من الاعتقالات ضد الآباء والأمهات الذين هربوا أبناءهم خارج البلاد أو اختفوا في الداخل تفادياً من الذهاب الي معسكر "ساوا" وذلك منذ يوم الأحد الماضي، حيث يتم جمعهم أولا في ملعب كرة القدم (جوكو) ومن ثم ينقلوا الي معسكر احتجاز أقيم خصيصاً بمنطقة "لبنا" بضواحي المدينة، ويأتي قرار الاعتقالات الي مدينة كرن وهي ثاني أكبر المدن كثافة من حيث السكان بعد أن أخذت مدن وقري أخري نصيبها من الاعتقالات والمداهمات منذ منتصف يوليو الماضي، وتهدف السلطات من إعتقال أقارب الفارين الي ايقاف موجات الهروب الجماعي الذي تشهده البلاد بسبب سياسات خاطئة وأخطار امنية صادرة من الحكومة، ولم تفرج السلطات عن الأم أو الأب المعتقل إلا بعد دفع فدية مقدارها خمسين ألف نقفة (50000) ويتضاعف المبلغ كلما هرب اكثر من شخص من الأسرة الواحدة وذلك وسط شعب يعتمد أكثر من ثلثيه علي المعونات الخارجية، وقد دافع السيد/ الأمين محمد سعيد في سيمنار عقده بمدينة ملبورن في ديسمبر الماضي علي سياسة اعتقال اقارب الهاربين قائلاً أنها الطريقة الوحيدة لإيقاف موجات الفرار معترفاً في ذات الوقت بأن أبناء الميسورين بدأوا يهربون بعد أن يدفعوا رشاوي في حين أبناء الفقراء "يرابطون للدفاع عن الوطن".
وفي حملات سابقة نقل موقع "عواتي" علي لسان شهود عيان بأنهم رأوا اشخاص مضروبين وبعضهم يجذبون نحو السيارات وفيهم عجزة وفاقدي بصر وذلك من الحملة التي طالت مدن مندفرا وعدي قيح وعرزا وماي امني وعدي خالا وهزمو والقري المحيطة بعدي قيح في منتصف يوليو الماضي.
ويثار الآن جدلاً أوساط الاريتريين حول الأسس الأخلاقية والأهداف الوطنية من إعتقال فئة الآباء والأمهات وهي من أكثر الفئات احتراماً وتبجيلاً وسط مجتمع محافظ تحكمه قيم دينية ويعطي اعتبارات شديدة لنظامه الاجتماعي. ولم يستوعب الكثير من المواطنين معني تحويل أقارب الهاربين الي رهائن وجعلهم كبش فداء لمجرد أن الحكومة تريد أن تثبت لهم أنها قادرة علي كل شيئ، ويعيد البعض بذاكرته الي زمن الاستعمار الاثيوبي البغيض ليقول بأن إثيوبيا نفسها لم تفعل ذلك بحق الشعب الاريتري. في حين يري البعض بان ذلك يعمل في زيادة الكره المتصاعد ضد النظام أصلاً
No comments:
Post a Comment