المهجورة سكان «زلامبيسا» المتنازع عليها يبنون بلدتهم حجرا فوق حجر مع فقدان الأمل
زلامبيسا (إثيوبيا) ـ رويترز: يصعب تمييز الحجارة المتراكمة من أنقاض الحرب عن الحجارة المستخدمة في الاعمار في بلدة زلامبيسا الحدودية الاثيوبية.
ففي عام 1998 غزا جنود اريتريون هذه البلدة الواقعة على الحدود المتنازع عليها مع اثيوبيا ودمروها في بداية حرب استمرت عامين سقط فيها 70 ألف قتيل، واليوم بعد مرور ستة أعوام على اتفاق للسلام يعيد سكان زلامبيسا البالغ عددهم 12 الفا إلى بناء بلدتهم حجرا فوق حجر، لكن الخوف من اندلاع حرب أخرى وذكريات الالم تنغص الامل الذي يدفعهم.
قال رجل الاعمال هايلو زرافة، 70 عاما، علينا أن نتعايش مع ما لدينا الآن ومع احساس بخطر الحرب. وقال «الاريتريون أخذوا كل ممتلكاتي بما في ذلك زوجتي، لم يتركوا مسمارا، الآن لا أملك شيئا غير العدم». ويحملق الجنود الاثيوبيون على أطراف زلامبيسا بقلق الى اعدائهم الاريتريين الذين لا يفصلهم عنهم سوى أخدود رملي عرضه أقل من كيلومترين، هؤلاء الرجال يقفون على حد واحد من أكثر الصراعات السياسية تعقيدا في القرن الافريقي.
ورغم أن البلدين وقعا اتفاقا للسلام في عام 2000 لانهاء الحرب وقبلا قرار لجنة مستقلة بشأن تحديد موقع الحدود، يظل خط الحدود كما هو غير مرئي وغير محدد وغير محسوم.
وبالنسبة لاهالي زلامبيسا فان الحدود يجب أن توجد كفكرة فقط، انها ليست شيئا يحتاج الجيران والاقارب وشركاء التجارة أن يحدد بالجنود والحواجز.
وعندما أصدرت لجنة الحدود قرارا نهائيا ملزما في عام 2002 جاء مؤيدا لمزاعم اريتريا أصيبت اثيوبيا باحباط.
ويقول ملس زيناوي رئيس وزراء اثيوبيا منذئذ انه يقبل القرار لكنه يريد التفاوض مع اريتريا على آليات ترسيم الحدود التي ستغير جنسية بعض الناس.
وتقول اريتريا ان الاتفاق اتفاق وهي غاضبة لان القوى العالمية لا تلوي ذراع اثيوبيا. وتدهورت الازمة خلال العام الماضي حيث تزايدت المعارك الكلامية ونقل الجنود بالقرب من الحدود وتم سحبهم فيما بعد. وبالنسبة لزلامبيسا فان الحرب قد توقف اعمارا يزيد عمره على عام وتقضي على امال تجديد التجارة التي كانت مزدهرة على الطريق المتعرج للعاصمة الاريترية أسمرة.
وتقع زلامبسيا على ارتفاع 2400 متر على المرتفعات الشمالية القاحلة في أرض من وديان تغمرها المياه وقمم جبلية عطشى. ونبات الصبار وبعض الشجيرات المتناثرة هي التي تشكل المساحات الخضراء الضئيلة تحت السماء المنبسطة. ولا تتفق برودة الجبل مع شمس متوهجة ربما دفعت الاغريق لان يطلقوا على البلاد «أرض الوجوه المحترقة» الذي جاء منه اسم اثيوبيا.
No comments:
Post a Comment